الدعاء للإمام صاحب الزمان عليه السلام أهل البيت عليهم السلام يدخلون الداعين
للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف إلى الجنة
عن الأصبغ بن نباتة رضوان الله تعالى عليه قال : كنت جالساً عند أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فأتاه ابن الكوّا فسأله عن قوله تعالى : { وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم }.
فقال أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : " ويحك يا ابن الكوّا نحن نقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار ".
إن الدعاء للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يُعتبر نصرة له وبالتالي أهل البيت عليهم السلام يشفعون لمن يدعوا بتعجيل فرج قائمهم ويدخلونه الجنة بإذن الله عز وجل.
من وصية لسيدنا ومولانا أبي الحسن الإمام الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم رضوان الله تعالى عليه وصفته للعقل :
يا هشام..!! أوحى الله إلى داود : حذّر وأنذر أصحابك عن حبّ الشهوات، فإنّ المعلّقة قلوبهم بشهوات الدنيا قلوبهم محجوبةٌ عني.
يا هشام..!! إياك والكبر على أوليائي، والاستطالة بعلمك فيمقتك الله، فلا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك، وكن في الدنيا كساكن الدار ليست له، إنما ينتظر الرحيل.
يا هشام..!! إياك ومخالطة الناس والأنس بهم، إلا أن تجد منهم عاقلاً مأموناً فأنس به واهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية.
وينبغي للعاقل إذا عمل عملاً أن يستحيي من الله، إذ تفرّد له بالنعم أن يشارك في عمله أحداً غيره، وإذا حزبك أمران لا تدري أيهما خيرٌ وأصوب، فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه، فإنّ كثير الثواب في مخالفة هواك، وإياك أن تغلب الحكمة وتضعها في الجهالة.
قال هشام رضوان الله تعالى عليه : فقلت له : فإن وجدت رجلاً طالباً غير أنّ عقله لا يتسع لضبط ما ألقي إليه ؟!!..
قال عليه السلام : فتلطّف له في النصيحة، فإن ضاق قلبه فلا تعرضنّ نفسك للفتنة..!! واحذر ردّ المتكبرين، فإنّ العلم يدل على أن يحمل على من لا يفيق.
قلت : فإن لم أجد من يعقل السؤال عنها ؟!!..
قال عليه السلام : فاغتنم جهله عن السؤال حتى تسلم فتنة القول وعظيم فتنة الرد. واعلم أنّ الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم، ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده، ولم يؤمن الخائفين بقدر خوفهم، ولكن آمنهم بقدر كرمه وجوده، ولم يفرّح المحزونين بقدر حزنهم، ولكن فرّحهم بقدر رأفته ورحمته، فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتودّد إلى مَن يؤذيه بأوليائه ؟!!.. فكيف بمَن يُؤذى فيه ؟!!.. وما ظنك بالتوّاب الرحيم الذي يتوب على مَن يعاديه ؟!!.. فكيف بمَن يترضاه ويختار عداوة الخلق فيه ؟!!..
اخيرا * همسة روحانية * لذة الأنس بالحق إذا مُنح العبد - من قِبَل المولى - ساعة الأنس واللقاء ودرك الجمال المطلق الذي يترشح منه كل جمال في عالم الوجود، لكان ذلك بمثابة زرع الهوى ( المقدس ) الذي يوجب حنين العبد لتلك الساعة.. ولكان علمه بأن تلك الساعة حصيلة استقامة ومراقبة متواصلة قبلها، ( مدعاة ) له للثبات على طريق الهدى عن رغبة وشوق، لئلا يُسلب لذة الوصال التي تهون دونها جميع لذائد عالم الوجود.